أدوار غير اعتيادية
فلا بأس إن كنت سيء في روايات الكثيرين فذلك يعني أن أدوارك مميزة و تستحق أن تؤديها بكل ما ميزك الله به و استخلفك فيه
أمنية الهوارى
11/9/20231 دقيقة قراءة
أدوار غير اعتيادية
ساعات ربنا بيختارنا لأدوار بتبقى صعبة علينا أو معقدة لأنها بتكون متشابكة بمصالح و حقوق ناس أحياناً و ممكن تبقى محرجة أحياناً أخرى .
و قمة تعقيدها في أنك تقوم بدورك بما يُثقل ميزانك يوم الحساب أولاً و بما يُحقق الفائدة و الخير في الدنيا لمن توليت الدور من أجلهم.
أدوار بتتطلب مننا صفات خاصة مثل ... الجرأة ، الشجاعة، الحكمة و القوة في الفعل أحياناً، أو قوة الحق التي تتطلب الوضوح و المواجهة التي تضطر لها مع من تعتز بهم أو ذوي مقامات أكبر منك.
أدوار تكلفك أحياناً الصمود و مواجهة الكثير ممن نصبوا نفسهم لتغيير حياتك و أمورك الخاصة.
و أدوار أخرى تجعلك تتحمل أحياناً سوء الظن بك و وصفك بما ليس فيك و ما لا تنويه أو تعمل من أجله، لكن من أجل إحسان عملك و بما يُحقق الأصلح تضطر أن تقبل صورتك المشوهة و أن يراك حبيب أو قريب بصورة غير حقيقتك، و غير نواياك و غير كل حاجة حلوة فيك.
بس لازم تلعب الدور لأنه الصح و الواقع و لأنه أحياناً بيكون فيه حقوق ناس أو بر أباء أو صلة أرحام أو ميثاق غليظ كما في الزواج و غيرها كثير مما يوضع على مكتب القاضي مثلاً و كل من تولى دور يحتكم الناس إليه و به.
أول ما بدأت طريق الإصلاح الأسري ، كنت فاكرة أن مجرد ما نقرب وجهات النظر و كل طرف يفهم إحتياجات الأخر و طرق تعبيره عن الحب .... إن المشاكل هتتحل و البيوت هتستقر، بس حقيقي وجدت الأمر يزداد صعوبة و تعقيداً
بسبب مصالح بعضهم الفردية أحياناً و بسبب طبائع البشر المعقدة و التي ترتقي للعقد النفسية و الضلالات الفكرية و تشوهات التربية و الكبر، و ما أدراك ما يفعله الكبر في العلاقات الإنسانية و ضياع الحقوق.
وجدت أن الإصلاح إن لم يتقبله أطراف العلاقة و يسعوا له بقناعة تجعلهم يبذلوا من أجله الجهد و الوقت
فإن الإصلاح وقتها للأسف سيتم بقيادة أحد الأطراف الذي اختاره الله لهذا الدور و أنه سيضطر لتهميش أو تقنين أو سحب صلاحيات من صاحب المصالح الفردية في هذه العلاقة إبقاءاً على الصالح العام للأسرة.
فأصحاب المصالح الفردية و من لا يجيدون العطاء، و الهاربون من مسؤولياتهم نماذج تُشكل عبىء معيق في أي علاقة، عبىء يعيق التطور و يعيق الاستمتاع و يعيق أسس الشراكة و حسن العشرة ، عبىء يُهدر الطاقات و يضيع الوقت، عبىء يُفسد أي جريان للحياة .
لذلك يعبر الإصلاح فوقهم و رغماً عنهم و دون تعاطف معاهم لأنه لن يُحقق بهم و ذلك تطبيقاً لمبدأ يُستخدم في تنظيم الجماعات و حماية الصالح العام و هو أن مصلحة الجماعة تجُب مصلحة الفرد حين تتعارض المصلحة الفردية مع مصلحة الجماعة.
فلا بأس إن كنت سيء في روايات الكثيرين فذلك يعني أن أدوارك مميزة و تستحق أن تؤديها بكل ما ميزك الله به و استخلفك فيه.