العفو

لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ

أمنية الهوارى

11/9/20231 دقيقة قراءة

العفو

تعليقاً على بوست كاتبه بيقول ...

" أوعى تفتكر أن صيام عرفة هيغفر لك و أنت ظالم و موقع بين الناس و مفتري عليهم "

فأحب اشارككم وجهة نظري لعلها تكون سبب هداية أو أمل لمن أراد التوبة لكن مثل ذا الكلام الغليظ يُوقفه.

١- إن الله يغفر الذنوب جميعاً إلا أن يُشرك به.

٢- مظالم العباد لها طرق عديدة للتحلل منها حسب أراء الفقهاء ، و دا من جمال و لطف و كرم الله لعباده ، المهم صدق النية و الشروع في التحلل بخطوات بسيطة و الاستمرار حتى يستقر قلبك على الهداية و فعلك على عمل الصالحات

(إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا)

٣- كلنا ظلمة و مظلومين بس بتفاوت و وجهات نظر في روايات مختلفة لأن ببساطة كلنا خطاؤون فالظالم في رواية أخرى قد يكون مظلوم ، و المظلوم وارد يكون ظالم ، فممكن يُقتص منك و يُقتص لك يوم المشهد العظيم. فتسقط السيئات التي فعلتها في حق العباد.

٤- هيسمي نفسه ليه التواب و العفو و الغفار و الغفور لو هو هيقفل أبواب الأسماء ديه في وش الناس، وهي أسماء في المطلق ليست مخصصة لذنوب معينة.

٥- رحمة الله وسعت كل شيء ، فالظلم و كل الذنوب و السيئات و الخطايا شيء و تدخل في رحمة الله، رحمن رحيم و رحمته سبقت عدله.

٦- من رحمة ربنا و لطف كرمه أن هيعمل حاجة كدا زي المساومة للشخص اللي اتظلم ، هيعرض عليه بيت أو ما شابه ف الجنة يوم الحساب و يقوله موافق تاخده و عجبك ، فيرد العبد أه يارب أريده ، فيقول الرحمن العفو اعفو عن فلان اللي ظلمك في كذا يكون لك هذا البيت.

و دا طبعاً بيتطلب من الظالم في الدنيا و قبل الموت التوبة النصوحة و العمل الصالح علشان ربنا يتعاون معاه في الآخرة ويساعده بطلب العفو من صاحب المظلمة.

فابدأ و توب و كفر عن سيئاتك و تحلل من مظالم العباد، أبدأ في أحب الأيام إلى الله العشر الأوائل من ذي الحجة.

و أخر حاجة رأيي دا ليس تسهيلاً للذنوب و لا لتشجيع الظلم ، لكن رسولنا الكريم قال (بشروا و لا تنفروا ) عليه افضل الصلاة و السلام

لما ربنا يقولنا في سورة البقرة (وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ )

و لما برضه يقولنا (لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ )

فلو حابب أن الله يعفو عنك و يغفر لك انفق عفو لكل من ظلمك و لا اذاك و صدقني دا رصيد عظيم عند الله أنك تعفو ، أنت ما تعرفش أنت ممكن يكون اختبارك في إيه لسه في المستقبل أو ذنبك إيه ،

فتبقى محتاج أوي العفو ، فاعمل رصيد عند ربنا من العفو لعله يكون مُنجي لك دنيا و اخرة.

ولنا في أشرف الخلق قدوة حسنة حين قال لأهل مكة يوم فتحها و هم كفار،

" اذهبوا فأنتم الطلقاء " بعد كم الظلم الذي تعرض له الرسول و المسلمين.

مكارم الاخلاق يا جماعة الله ... أحد وصايا رسولنا الكريم الله يهدينا جميعاً.