الأقدار تُربي

بشكل عام لم تجرَ علينا الأقدار هباءً بل لها النصيب الأكبر في نحت ملامحنا و تشكيل شخصياتنا

أمنية الهوارى

7/11/20241 دقيقة قراءة

#الأقدار_تُربي

يشكلنا الله بالأقدار الحلوة و المرة

نتقلب فيها بين الرخاء و الشدة ، يُتم أو انفصال ، فقد أو بقاء ، ح*رب أو سلا م ، منع أو عطاء

بشكل عام لم تجرَ علينا الأقدار هباءً بل لها النصيب الأكبر في نحت ملامحنا و تشكيل شخصياتنا.

بالأقدار نتألم و نتعلم كيف تصنع الاختيارات و تطوع الاحتياجات و تُتخذ القرارات .

و قانون الأقدار السماوية لا يُفرق بين طفل أو بالغ ، القدر يسري على الجميع و لكل منا نصيب مفروض عليه .

نحن فقط نحتاج لتغيير أفكارنا عن الأقدار فلا نرفضها بل نتقبلها و نُسلم بها أولاً ، لأن التسليم يفتح لنا باب التربية الربانية لنا، فنتعلم بالأقدار و تُهذب أخلاقنا و نسعى لإعمار الأرض كل حسب أقداره و سعيه.

لماذا أحكي عن الأقدار بهذا الوضوح !؟؟

من أجل هوس تربية الأطفال و صنع عالم مثالي كامل الرفاهية و منزوع من أي نقص أو حرمان أو عقاب، فماذا عن أطفال اللاج*ئين و الحر*وب و من هم تحت الح*صار!!!

هل ظلمهم الله (حاشاه سبحانه و تعالى) ماذا عن الأطفال أصحاب الأمراض المزمنة فهم في كل الأحوال أطفال لديهم نفس الروح و نفس الآدمية و نفس الخلقة

ليس لديهم النصيب الأكبر من الرفاهية و لا المتوسط حتى لكنهم تعلموا و تدربوا كيف تُخلق الحياة من قلب الألم كيف يُحقق الإدراك و الفهم و كيف يُستثمر المتاح حد الاستمتاع أحياناً و غيرهم من المرفهين بالتعليم العالي و البلاي ستيشن هؤلاء صُنعت من أجلهم السلع و الخدمات و من هؤلاء من هو فالح و أكثرهم نجدهم ساخطين و طامعين في الأكثر دون أقل مجهود.

مُشرع الأقدار في الحالتين واحد لا إله إلا هو (الله) الفكرة فقط تدور حول كيف أستثمر أقداري و أقدار أبنائي بأن أجعلها مدرستهم الأولى التي يتعلمون فيها قوانين الحياة فيفهمون أن الشدة تُعلم و النقص يُحفز و توفر النعم عظة و عبرة وهي أيضاً تعلمنا الشكر و حسن الاستخدام و العطاء منها و مشاركتها مع الآخرين.

هذه دعوة للمراجعة و الحساب ، و وقفة متأنية مع أنفسكم و عوائلكم، دعوة للإعتدال في التربية و تقبل أقدار و مصائر فرضت أحياناً على العائلات من طلاق أو موت أو مرض أو ح...ر.ب ، بدل الرفض و التصعيد و تحميل أنفسكم فوق طاقتها، استهدوا بالله و استسلموا للأقدار و علموا أبناءكم كيف تُقبل النواقص و كيف تُزكي النفوس و كيف نكتفي بالموجود و نشكر الله عليه و كيف بالنواقص تُصنع الإنت*صارات و الاختراعات، علموهم أن الإحتياج يحفزنا للعمل و أن على كل منا دور مهم في اشباع احتياجاته ،

و الوالدين ليسوا مكلفين بالإشباع التام و تلبية كل الرغبات و أن رغباتهم تُهذب طبقاً لقدرة آبائهم، علموهم الإعتماد على النفس و أهلاً بهم في سوق العمل حين يبلغوا

فنصف العلم و أكثر في التجربة و العمل و ليس في التلقين

و التوفير و الدلال و اجابة الطلبات ، لذلك علموهم أن الأقدار المكتوبة من الله تساعدهم في صنع الأقدار المطلوبة فإن أحسنوا استثمار أقدارهم تمكنوا من تحقيق أحلامهم و أحسنوا أدوارهم و استخلافهم لإعمار الأرض.

هذا لُب التربية فاحسنوا أيها الآباء تربية أبنائكم وفق شرع الله فيكون حق عليه أن يُرضيكم و يُجبر نواقصكم و يغير من أقداركم جزاءاً لحسن سعيكم.

و السلام ختام