البلاء

أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ

امنية الهوارى

11/9/20231 دقيقة قراءة

البلاء من أوسع الأبواب التي ندخل منها على الله ضعفاء منكسرين لا حول لنا إلا به نلجأ إليه لإظهار الضعف و الإحتياج لله وحده سبحانه و تعالى الذي بيده مصارف الأمور و مقابض الكون.

"أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ" ، البلاء وقت الدعاء وقت التخلي عن الأسباب التي ينخدع بها الإنسان و يعتقد أنها ستُنهي البلاء و ترفع عنه حظر الحياة.

إذا حضر البلاء يعني أنت في حضرة الله ، و إذا اشتد البلاء فأنت مدعو و بشدة للإقامة بين يدي الله.

اقترب أكثر كلما اشتد البلاء فهي دعوته لك بالامتثال بين يديه و التجرد من حولك و قوتك ، يريد أن يتجلى بالوهب و العطاء بالجود و الكرم بعد المنع و القبض،

فإن اشتد البلاء، أكثِر من إقامة الليل و الذكر و الدعاء، تحدث إلى الله سراً و علانية و كأنه الوحيد الذي تعرفه في هذه الحياة.

إذا اشتد البلاء أعلم أنه يصطفيك له يريد قربك و بشدة و لا يريد لك أن يشغلك متاع الدنيا عن عبادته، قد يكون الأمر كله أنه يريد منك تكثيف العبادة و الاستزادة من الطاعات فلا تنشغل عن عبادته و تعتقد أنها ستحل بإمكانياتك و أسبابك ، بل ستُحل حين تُدرك أنه هو صاحب البلاء و صانع الحل.

فمن المؤسف حقاً أن يبتليك الله بأمر ما فتُحول البلاء لباب من المعاصي و الذنوب أو السخط و التجرئة على الله بالسؤال و الحساب، و مثله يسأل و لا يُسأل و يُحاسِب و لا يُحاسَب و أن أفضل ما تفعله في البلاء هو الإمتثال لقضاء الله و التأدب في استقبال ضيف الله البلاء.