مبدأ الإصلاح في رحلتي
حتى أشتغلت بمهنتي فوجدت الإصلاح يفرض نفسه عليَ فكراً و منهاجاً
أمنية الهوارى
11/27/20231 دقيقة قراءة
مبدأ الإصلاح في رحلتي
كيف تعرفت على الإصلاح في رحلتي ؟ و كيف وجدتني طيلة الوقت أسعى جاهدة أن أصلح من أمري؟ و أن عثرات الرحلة و تحدياتها كانت تطرح بداخلي نفس السؤال في كل تجربة ، ماذا تعلمتي؟ ما هي أخطائك ؟ كيف أتراجع عن الخطأ ؟ أعتذر أم اصححه ؟
لأجد نفسي أعاتبني على أخطائي و اكتشف بعدها الصواب في فعلي و قولي و أقرر بيني و بين نفسي أن أفعل الصح في التجربة اللاحقة وهكذا شأني في المواقف العابرة في حياتي و عشرتي مع البشر.
حتى أشتغلت بمهنتي الحالية كأخصائية تعديل سلوك و لايف كوتش و مستشار علاقات أسرية ، فوجدت الإصلاح يفرض نفسه عليَ فكراً و منهاجاً.
و حين حصدت نتائج الإصلاح في رحلتي مع العملاء والمعارف تحسست صوتاً ما بداخلي دفعني أن أتتبع الإصلاح في القرآن، فوجدته رسالة كل الرسل و دعائنا المتكرر لله أن يرزقنا صلاح الحال، حينها أيقنت أني على الدرب الصحيح و أنه اختيار الله لي لما وجدته من تدابيره و توجيهه لي في معظم تجارب حياتي
حتى و إن خرجت عن مباديء الكوتشينج coaching و العلاج السلوكي ، لكني وجدت الإصلاح أوجب و أشمل و ضرورة في هذا الزمن فلم أتردد لحظة و اتخذته مبدأً أساسياً في عملي و وضعت له القواعد التي أتبعها سواء في العمل مع الأفراد أو الاسر.
بعدها حدثت الله بنوايايا في الإصلاح و اتخذته رسالتي في الحياة لما وجدته أنه ضرورة مجتمعية واجبة على كل صاحب وعي وفكر و أحسبني كذلك.
فمجتمعاتنا العربية و الإسلامية يضربها التشويه في المبادىء و الأفكار و السلوك من كل اتجاه ، فأصبح الإصلاح فكري و غايتي و أدعو الله أن أحققه بما يرضيه عنا جميعاً.
لماذا اتجهت للإصلاح ؟
في حين ينتشر الطلاق و دعوات الفردية و الاعتمادية الذاتية و صيحات ، سأعمل الطريق وحدي و أعول وحدي و ما يأتي بعده من جراح و مشقات ، كان الإصلاح نوراً لي مع الناس ، فقط كنت أحتاج للصبر منهم و الوقت و من الله البصيرة و العلم و لما كانت النتائج مبهرة و مثمرة على مستوى الأفراد و الأسر اتخذته منهجاً و فكراً اعتنقه و ابذل فيه كل جهدي و وقتي و أدركت بالوقت انه رسالتي مع الله التي أعدني لها و مازال يدعمني بكل الفتوحات التي تيسر لي الطريق. اللهم اجعلنى صالحة و مصلحة و أصلح بي، و ما توفيقي إلا بالله سبحانه و تعالى.

الإصلاح ... مبدأي
كيف سخرت دراستي و كل رحلتي العلمية من تعديل سلوك و إرشاد أسري و نفسي و توجيه حياتي و تطوير الذات و علوم الطاقة الحيوية لتكون أدواتي في رسالة الإصلاح ... استخدمها مجتمعة أو متفرقة مع كافة العملاء كل حسب مشكلته و احتياجاته و أدركت أهمية أن أتبع ترتيب في رحلتي مع كل فرد أو أسرة ، يبدأ من الاهتمام بالعلاج من الماضي و صدماته ثم الإصلاح المتكامل للفرد و علاقاته و أهمها علاقته بالله و أصلح معتقداته و قيمه و تعديل سلوكه و تدريبه على مهارات الحياة المختلفة حتى ننتهي بوضح أهدافه المستقبلية و إيجاد شغفه و رسالته في الحياة

الإصلاح استثمار
إصلاح علاقة العبد بالله أحد ركائز الإصلاح النفسي للإنسان ، اعتمادا على أنك من خلقة الله و نفخ من روح الله فكيف لا نعود و نلجأ لله في إصلاح أنفسنا ، كما نصلح أفكارنا و سلوكنا فإن القلب و المشاعر يحتاجوا لإصلاح و إعادة ترميم بعد التجارب السيئة و الأمراض . العلاقة بين الإنسان و ربه علاقة أبدية تجعل الإنسان مرهق و مشتت طالما هو بعيد عن الله ، لذا كان لابد لي من تأسيس مبدأ إصلاح علاقة العبد بالله في رسالة الإصلاح التي أتبناها و أعمل بها.
