الله الباطن

فلنتفق إذاً أن النفائس و كل ما هو غالي و نادر يكمن في باطن الأشياء

امنية الهوارى

11/20/20241 دقيقة قراءة

الله الباطن

و إن باطن الأشياء دائماً يخفي الكثير مما لا يتوقعها أو يدركها عقل حتى يراه ظاهراً

فما بالك حين نتكلم عن بواطن مخلوقات الله التي تُخفي ما لا يعد و لا يحصى من الدرر و النفائس التي تدل على اعجاز الله و ابداعه

بل و قد تجد في باطن خلقه ما تختلف معه حياة الإنسان و البشرية كلها .

فباطن الأرض يحمل ثروات انتقلت بها بلاد من حال إلى حال. و يحمل أيضاً حمم بركانية قد تنهي العالم أن انفجرت و انتشرت.

و عادة إذ ما أراد الإنسان أن يستخرج ما في باطن الأرض فحتماً سيدفع الكثير من الجهد و العلم و المال و الوقت كي يتعرف على هذا الباطن و يجد سبلاً لاستثماره

فلو تدبرنا ظاهرة المد و الجزر حين تطرح على الشواطىء بعض ما يكمن بعمق البحر ستدرك حينها أو تتخيل أن ما بالعمق أجمل و أقيم و قد يكون أغلى أيضاً

شواهد كلها تشهد على عظمة الله الباطن الذي أبدع في خلقه ليس بالجواهر فقط بل أن الباطن أشد إعجازاً و إبهاراً

فلنتفق إذاً أن النفائس و كل ما هو غالي و نادر يكمن في باطن الأشياء و أن ما على السطح قد يدل على ما في الأعماق و قد يصرفك بجمال ظاهره أو منفعة أو متعة ما

فتُصرف عن ما هو أقيم و أجود و عن ما هو استثمارك الحقيقي.

و هكذا هي النفس البشرية ذات باطن و عمق يستدعيك أن تفتش و تبحث عن كنوز نفسك التي لا يصح أن ترحل من الدنيا دون أن تتعرف على كنوزك الباطنة .

فكيف تكون خليفة لله الباطن و لا يكون باطن نفسك مليء بالثروات، لذلك لا مفر من تزكية تلك النفس التي تسكن جسدك، تزكية نفسك هي أداة اكتشاف باطنك هي أداة استخلافك و استعمارك للأرض، هي مدك و جزرك هي وسيلتك لاستثمار جيد في الدنيا و حرث للآخرة.

لذلك قد أفلح من زكاها .