الحب لا يصنع المعجزات
وَمِنْ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجًا لِّتَسْكُنُوٓاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَءَايَٰتٍۢ لِّقَوْمٍۢ يَتَفَكَّرُونَ
أمنية الهوارى
11/9/20231 دقيقة قراءة
"الحب لا يصنع المعجزات الحب يصنع التوقعات "
معظمنا اتربى على فكرة إن الحب يصنع المعجزات ، فكرة استقبلناها بالأبيض و الإسود إعلاميا و في روايات بعضهم، رغم ان المعجزات لم تحدث بين روميو و جوليت ولا عنتر و عبلة ...إلخ
وفي أعظم وصف للحب من وجهة نظرى ما قاله سيدنا مُحمد ( إني رُزقت حبها) في وصف حبه لسيدتنا خديجة ، فيما يعني أن الحب أحيانا يأتينا على هيئة هبة نحصل عليها دون جهد أو سعي ، و دون رغبة منا.
فالرزق حين يأتينا غفلة يسبب الفرح أحيانا أو الدعم و التسهيل في أحيانا أخرى.
ما تتبعته في قصص البشر و مشاكلهم مع الحب جعلني أخرج بنتيجة أن الحب يُصنع ولكنه لا يصنع المعجزات بل يصنع التوقعات!
فالمُحب دائما لديه قائمة من الإحتياجات تُترجم لتوقعات يَنتظر تلبيتها من الطرف الأخر تحت شعار طالما نحن متحابين فلتشبع لي احتياجاتي و كأنها إلزام و شرط لما بيننا من حب!!!!
فماذا يحدث إذا تربينا على عدم إشباع الاحتياجات و تأجيلها لحين يأتي فارس الأحلام ؟
إذا فنصف المجتمع على الأقل ينتظر تلبية احتياجاته في صورة المحب !!
و طالما وُجد الانتظار وُجدت التوقعات وتكون مُلحة أحيانا حين يطول الانتظار أو مبالغ فيها حين يتعرض المحب لخبرات سيئة.
لذا فلا يصح معاملة الحب على إنه هدف أو وسيلة إنما الحب إن صدق فهو إما رزق أو نتيجة.
الحب في صورة نتيجة هو أحد صوره الحقيقية ، فكيف ذلك ؟
حين يكون نتيجة للتفاهم نتيجة للاهتمام نتيجة للمشاركة نتيجة للسكن و السند و جودة العشرة.
فماذا عن المودة؟؟
لنتعرف أولا على معنى المودة.
المودة في اللغة تعني الشعور بالانسجام مع شخص أو مجموعة. فهل كل محب يشعر بالإنسجام مع حبيبه؟؟
و هل كل ودود يلاقى الود من حبيبه ؟؟
برأيي أن الود به ميزات تضمن نجاح العلاقة أكثر من الحب، لأن المودة تتميز ببعض الصفات التي تُغذي العلاقة و تجعلها علاقة صحية أكثر مثل الدفء ، العطاء ، الهدوء ، التعقل و الأهم هو ان المودة تحمل صفة الاستمرارية لكل ذلك ،
الحب قد ينتهي لأي سبب لكن المودة شعور يبقى بحال ايجابي في حال انتهت العلاقة.
المودة تطيب بها العشرة. أما الحب فهو بالأكثر طاقة آخاذة يحتاج أن يُروى دائما بالأخذ حتى يبقى.
الشخص الودود لا يتسم بالطمع أو الغيرة المفرطة
المودة تصبغ العشرة بالألفة و الانسجام و تكون الرحمة و التسامح أحد نتاج المودة و ذلك يعطي الحياة قيمة و يزيدها إنتاجية.
الود يدفعنا لتحمل الاخر أحيانا و تفهمه ، الود يصبغ الإنسان بالحُلم و لين القلب و بشاشة الحال و كل ذلك ينعكس بلا شك على الحياة لذا كان اللفظ الرباني دقيقاً جداً في وصف العلاقة الزوجية
(وَمِنْ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجًا لِّتَسْكُنُوٓاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَءَايَٰتٍۢ لِّقَوْمٍۢ يَتَفَكَّرُونَ)(الرّوم - 21)
لم يقول حباً أو هياماً و عشقاً لأن هؤلاء الثلاثة عواطف متأججة قد تحيد بالشخص عن وسطية و اتزان التعامل عكس الود الذي به القدر المعقول من كل شعور ايجابي فيستطيع الفرد بالود الحفاظ على اتزانه العقلي و العاطفي في العلاقات عامة و العلاقة الزوجية خاصة.