الصحبة الآمنة

فماذا تعني الصحبة حتى ينادي بها الصديق رضي الله عنه و حتى نطلبها من الله و نحن في حال السفر؟

أمنية الهوارى

7/11/20241 دقيقة قراءة

الصحبة الآمنة

الصحبة يا رسول الله الصحبة ، قالها سيدنا أبو بكر حين أمر الله سيدنا محمد بالهجرة للمدينة.

لم يقول الهجرة مثلاً و هي الفعل الأهم للرسالة، بل قال الصحبة.

لما بنسافر بنقول لربنا ( أنت الصاحب في السفر)

فماذا تعني الصحبة حتى ينادي بها الصديق رضي الله عنه و حتى نطلبها من الله و نحن في حال السفر؟

الصحبة يعني الآمان ، يعني السند، يعني الدعم، يعني المشاركة، يعني الوناسة و الوقت الممتع، يعني النصح يعني المواساة حين يستدعي الأمر، الصحبة العشرة الحلوة.

الصحبة يعني مساحة آمنة تكون فيها على راحتك دون تكلف، يعني لما سيدنا محمد هدأ في الغار و نام ظل سيدنا أبوبكر يسد منافذ الغار بجسده حماية للرسول حتى أنزل الله عليه السكينة كي يهدأ و يطمئن،

بالبلدي كدا يعني شايل همه، خايف عليه بيحميه و بيأمنه و هو رسول الله الذي لا يحتاج بالتأكيد لحماية بشر لكن هذه مشاعر الصديق و فعله الإنساني الذي دفعه للحماية و العناية بصاحبه.

و الأهم من كل هذا الدعم، الدعم النفسي و الجسدي و الفكري لإيمان الصديق برسالة صاحبه، رسالته التي يريد نشرها و إيصالها للناس، دفعه هذا الإيمان لمطالبة الرسول بالصحبة.

أحنا بشر و الله اختار رسوله و كل الرسل بشر، يعني تكوينا النفسي و الروحي و الفكري متشابه، فتخيل لما الرسول أفضل خلق الله يحتاج للدعم ، فيذهب لأمنا خديحة يطلب دعمها حين نزل عليه الوحي ، و أنه بالتأكيد كان يحتاج لرفيق في الهجرة فكان الصديق صاحبه من بعد الله،

فماذا عنا نحن بكل همومنا و مشقات الحياة الحالية؟

صُحبتك أي كانت مسمى العلاقة ، شريك حياتك ، جارك ، صلة أرحامك و حتى خدمك أحياناً ممكن يبقوا صحبتك

فكل علاقة أنت فيها في الحقيقة هي أمانة ، إما أن تؤدي الأمانة كما وصفها الله ( و تواصوا بالمرحمة) (تعاونوا على البر و التقوى ) (و تواصو بالحق و تواصو بالصبر) أو لا فلتكف أذاك عن صحبتك.

- التخلي و عدم الدعم ليس من أخلاق الإسلام.

- الكيد لصاحبك ليس من أخلاق الإسلام.

- الفردية و مصلحتي الأهم ليست من أخلاق الإسلام.

- بخلك بكلام حلو لصاحبك أو مدح فعله أو شكله أو نجاحه ليس من أخلاق الإسلام.

- أن لا تشكر صاحبك على معروف قدمه لك ليس من أخلاق الإسلام.

- كره الخير و تمني زوال النعمة ليست من أخلاق الإسلام.

- تجاهل نجاح صاحبك و عدم تشجيعه و توجيه بالنصح ليس من أخلاق الإسلام.

- الضرب في ضهر صاحبك ليست من أخلاق الإسلام.

- التقليل من عمل صاحبك و انتقاده ليست من أخلاق الإسلام.

ليست الصحبة مبارزة و منافسة و غيرة ، إنما الصحبة هي المساحة الآمنة لكل حد فينا بنختارها بقرارنا كي نهدأ و نرتاح بها فلا تحملوا أصحابكم مخلفاتكم النفسية المشوهة ، اتقوا الله في صحبتكم.