الشيطان يعدكم الفقر
الفقر فكرة يسعى الشيطان جاهداً لزرعها في فكرك كي تصدقها
أمنية الهوارى
7/31/20251 دقيقة قراءة
الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ
الفقر .. كلمة اختزلها الإنسان في فقر المعيشة و الأسباب المادية ، بحكم أنها أمور تحقق الأمان للإنسان على الأرض.
فهل للفقر معنى أخر أوسع أو اشمل من هذا الاختزال؟
في الحقيقة نعم ، فمن وجهة نظري المتواضعة أن الفقر الحقيقي هو فقر الفكر ، فقر الأفكار الذي ينقلك إلى فقر الوعي و حين يفقر وعي الإنسان يقل إداركه لله،
انت بتقولي ايه احنا موحدين بالله و مؤمنين بالغيب و عارفين أن الله موجود.
صحيح لكنك مختبر في درجة إيمانك ، في تصديقك المطلق فيه و أنت لا تراه و لا تسمعه و لا يمكنك تطبيق القوانين المادية عليه، تلك القوانين التي يعمل بها عقل الإنسان، فيصل بها للإدراك و اليقين، لكنها لا تطبق على الله و من هنا تبدأ لعبة الفقر الشيطانية.
فمقابل إيماننا بعلم الغيب الذي فطرنا عليه يستخدم الشيطان خلقة الله في العقل الإنساني ، كي يزعزع الإدراك و الفهم و التصديق في أي شيء، فيعدنا الفقر، الفقر لما نفهم و ندرك ، فيوسوس بفكرة الافتقار للاستقرار و الأمان الذي لا يتحقق إلا بالاسباب المادية التي يفهمها العقل و يسعى لها
انظر اول ما قاله الله لسيدنا آدم عليه السلام و الشيطان حين كانا سيهبطان إلى الأرض ( وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ)
و من هنا يكون زرع فكرة الفقر التي تقوم على أهم ركائز التواجد على الأرض و هي الاستقرار و التعايش الذي جزء منه التمتع بنعم الله كطبيعة إنسانية جبلنا عليها.
لذلك فإن الفقر فكرة يسعى الشيطان جاهداً لزرعها في فكرك كي تصدقها لذلك استخدم الله لفظ " يعدكم " فكيف تصدق وعداً ما إلا بالعقل ، لذا كان الفقر فقر أفكار تم زعزعتها كي تصدق الوعد.
فإن صدقت وعده تملكك الشيطان و سيطر عليك ،حينها يسهل عليه أن يأمرك بالفحشاء ، فأنت مخترق فكرياً وخائف شعوريا بفكرة الفقر ، فمن أجل رفع المخاوف عن نفسك و حماية نفسك تلجأ أحياناً لفعل المحرمات تحت وهم أنها أمور تحقق لك الاستقرار و التعايش .
لذلك فإن السيطرة عليك كإنسان تبدأ من أفكارك ، فمن أراد السيطرة عليك يسعى لإضعافك أولاً و شعورك بالضعف يبدأ من أفكارك أولاً عن الله ، ثم عن نفسك ، ثم عن كل ما يحقق الاستقرار و التعايش على الأرض.
يتبع تدبر الجزء الأخير من الأية .....