التسبيح
فضائل التسبيح
أمنية الهوارى
5/10/20241 دقيقة قراءة
فضائل التسبيح
- لماذا أرشدنا الله لتوقيتات معينة كي نسبحه فيها ؟
- لماذا وجه رسوله الكريم أن يذكر الله قبل طلوع الشمس و قبل غروبها؟
- ماذا أراد الله أن يعلمنا بهذه التوقيتات و خاصة حين نُبتلى ؟
حدث عظيم يحدث يومياً يُنظم عمل الكون كله إشراق الشمس و غروبها، حدث جلل يمر علينا و لا نقدره حق قدره و لأنه حدث عظيم و فارق و يُنظم بناء عليه كل شيء فهو الحدث الذي سيُعلن الله به قيام الساعة فتشرق الشمس من المغرب!!
أؤمن أن تسبيحنا و ذكرنا لله في العشي و الإبكار سيكون واحد من أسباب لطفه بنا في هذه اللحظات العصيبة، و كيف لا و قد أصبح بينك و بين مخلوقات الله عبادة مشتركة هم مأمورين بها و أنت مخير فيها.
التسبيح أمر تقوم به كل مخلوقات الله في كل لحظة يسبحون الله إجلالاً لعظمته و تمجيداً له وقتما هو الحي القيوم يدير الكون و يُحدث أمر عظيم يومياً الإشراق و المغيب الذي تستفيد منه أنت أيها الإنسان فكيف لا تشترك و تنضم لهذا الموكب الذي يُمجد الله و يسبحه في هذا التوقيت.
اعرف الله في العشي و الإبكار ، قدره بتسببحه و تمجيده يعرفك و تعرفك مخلوقاته يوم المشهد العظيم فيكون لطفه بك غالب.
يُنبهنا الله أنه لدينا يومياً حدثين عظيمين أعظم من بلاءاتنا و مشاكلنا ، أية نستدل بها على قدرته العظيمة فلا نستصعب بلاءاتنا أو نكترث لهمومنا فصاحب هذا الحدث قادر على صرف معاناتنا فقط اشترك في الحدث المهيب يومياً و سبحه بالعشي و الإبكار.
أوقات جليلة مليئة بالبركة و النورانيات و الطاقات الكونية العظيمة، يريدك أن تتداخل و تشترك مع الكون فتتصل بالله أولاً ثم بمخلوقاته فتتناغم معاها و تصيبك طاقاتها الهائلة فتزاداد قوة في رحلة سعيك.
التسبيح في هذا الوقت و بهذا الاندماج الكوني لا شك أنه علاج نفسي روحاني غني بالطاقات الكونية فهي أوقات تسبح فيها الملائكة و الجبال و الطيور و النباتات و سائر مخلوقات الله التي نعلمها و لا نعلمها.
أي ظلم نظلمه لأنفسنا بترك هذه التوقيتات العظيمة التي علمها الله لرسله ، فكما علم سيدنا آدم عليه السلام الأسماء و علمه كلمات فتاب عليه، علم الله سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام توقيتات محددة يذكر فيها الله و يسبحه،
أنت متخيل من المُعلم هنا؟! (الله) هو الذي يعلم رسوله و رسوله يعلم الأمة. درس خصوصي من عليم لا من معلم ماهر تدفعله كي يتواجد مع إبنك نصف ساعة!!
توقيتات الله دائماً هي غنيمة مليئة بالكنوز، سر من أسراره التي مهما تدبرناها لنفهمها سيظل جزء منها علم غيب لا يكشفه الله إلا للذين لبوا دعوته و سبحوه بالعشي و الإبكار و لم يغلبوا أمر الدنيا على عبادته في هذه التوقيتات.
مخلوقات الله مأمورة من الله بالذكر و التسبيح في كل لحظة و لأنك عزيزي الإنسان خليفة الله في أرضه و مخير باختيار عبادته فها هو الله يفتح لك باب الاختيار بإرشادك لهذه التوقيتات و يدفعك إليه بالهموم و البلاءات،
فهل استشعرت لطفه و كرمه و هو يدلك على توقيتاته المفضلة المليئة بأسراره ؟
يريدك أن تنهل منها و تصيبك بركاتها لا يريد لك أن تتخلف عن المأمورين بذكره و تسبيحه فتكون أنت المخير لاهي و شارد عن عبادته بهمومك و انشغالاتك،
يريدك واحد من فريق العمل.
أليس هو من سخر لك ما بين السموات و الارض؟
فكيف لا تشترك معهم في عملهم الدائم كيف لا تُحسن اختيار أوقات المشاركة و التواصل.
لو تركنا الله دون بلاءات و هموم لن ننال من مختلف فضله و أنواع كرمه و لن نحقق السبب الرئيسي من خلقنا و هو العبادة بمختلف أنواعها.
- ف سورة ص قال الله تعالى لسيدنا محمد
" اصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ * وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً ۖ كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ * وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ "
الشاهد من الآيات أن الله فتح على سيدنا داوود بملكات و خصال منها القوة و التسخير و الحكمة و فصل الخطاب.
كان ممكن يتفضل الله على نبيه بهذه الفضائل دون فعل منه كونه نبي مختار من الله ، لكن أراد الله أن يعلمنا فضائل هذه العبادة و يحثنا عليها
فحدث نبيه محمد عنها و طالبه بأن يفعل كما فعل سيدنا داوود وهو قدوتنا و في قصص أنبياءنا عبر و دروس لنا، لذلك فلنفعل كما فعلوا لعل الله يفتح علينا بهذه الفضائل.
فماذا كان يفعل سيدنا داوود ليُمنح هذه الخصال ؟
الإجابة أمرين:
- الأول : أواب أي كثير الرجوع إلى الله أي كلما أخطأ تاب و استغفر و رجع إلى الله و الأواب صفه تتطلب من الإنسان الانتباه المستمر للنفس و السرعة في الرجوع إلى الله حال وجد نفسه أذنب أو أخطأ و هذا من أحوال تزكية النفس فهو لا يترك نفسه لتفاصيل الدنيا أن تُلهيه عن الله.
- و الأمر الثاني : التسبيح بالعشي و الإبكار
فيحصل ايه؟
يحصل تسخير للجبال و هي الشيء الأكثر ثباتاً و التي يثبت بها الله الأرض ثم تسخير الشيء الأكثر حركة و سرعة المحلق في الفضاء و هو الطير.
ملاحظين إبداع و جمال المثل الذي ضربه الله بتسخير قمة الثبات و الأكثر حركة، و هذا دليل على قوة الأداة المستخدمة و قوة التوقيت و التي أشار لهما الله في قوله يسبحن معه بالعشي و الإشراق.
و ايه تاني من فضائل التسبيح
الحكمة و فصل الخطاب ، الحكمة ربنا وصفها بالخير الكثير حين قال( وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا)
و فصل الخطاب المقصود به الفهم و هو نتيجة طبيعية للحكمة و التي تؤهل الإنسان للفصل بين خصومات الناس.
كل هذه الفضائل يجنيها الإنسان بالتسبيح بالعشي و الإشراق و بأن يكون أواب.
سيدنا داوود كان نبي و ملك، و أحنا بنو آدم خلفاء الله في أرضه و ملوك لكل شيء ملكه الله لنا و أنعم علينا به
فإن أردت القوة و التسخير في هذه النعم أو أردت الحفاظ عليها و دوامها فعليك أن تكون أواب و الزم التسبيح بالعشي و الإشراق و لا تنسى أن الله طالب سيدنا محمد في أول الآية بالصبر على ما يقولون .. يعني إيه؟
يعني الصبر أحد فضائل التسبيح ، إذا كان التسبيح يسخر جبال و طير ألن يمدك أيها الخليفة بالصبر و الثبات كثبات الجبال و الحركة و السعي كحركة الطير فيتحول صبرك لصبر إيجابي فعال ليس صبراً يثبتك فقط.
في الحقيقة أنا كل ما كتبت عن فضائل التسبيح أكتشف فضائل أوسع و أكثر ، بفتح الكتابة و اقول لنفسي هما أمرين و مقالة قصيرة لأجد نفسي أكتب عن فضائل أكتر و أكثر.
عبادة مهدرة لم نقدرها حق قدرها رغم سهولة أدائها.
فأنيبوا إلى الله و سبحوه بالعشي و الإشراق
و اذكروني بدعواتكم