الزواج والطلاق كلاهما شرع الله
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ
أمنية الهوارى
4/23/20241 دقيقة قراءة
الزواج و الطلاق كلاهما شرع الله ....
هل كان عدل و منطقي أن يصف الله بعض الأزواج بالعداء دون أن يجد المخارج الآمنة للإنسان؟
في نهاية سورة التغابن (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
لاحظ طلب الله الصريح في لفظ (فاحذروهم) ثم بعد الحذر عرض الله ثلاثة أساليب للتعامل مع هذا العداء و هي العفو، الصفح، المغفرة ذلك كله ابتغاء مغفرة الله و رحمته، و هي أساليب إصلاحية للبقاء في الزواج و استكماله أو فيما بعد الطلاق، و في الحالتين تتطلب قدرة و سعة نفس.
فماذا لو وسع نفس المتضرر في هذه الزيجة استنزفت و ضعفت؟
ماذا لو حاول الإصلاح مراراً وتكراراً حتى فُقدت الطاقة؟
ماذا لو فُقد الآمان نتيجة العداء !!!
ماذا لو تعلق الأمر بأمراض القلوب من الحقد و الغيرة و كره الخير للأخر و الغل و الانتقام، هل يجب على المتضرر أن يتحمل كل هذا العداء تحت شعارات شيطانية الفكر بأن الأطفال ستشهد و تتضرر و تضيع؟؟
و هل معايشتهم لهذا العداء ليس ضرر؟؟
هو الله الذي شرع الزواج و سن قوانينه، هو هو بذاته من شرع الطلاق و ليست صدفة أن تكون السورة التالية لسورة التغابن هي سورة الطلاق في إشارة أنه أحد الحلول المطروحة كاختيار لو استحالت الحياة بين الزوجين و فشلت الحلول الإصلاحية بينهما و ضاقت مساحة العفو .
فكان حتماً و لابد من إيجاد مخرج آمن للطرفين فكانت قوانين الطلاق و التي وضعها الله و شرحها في سورة البقرة و غيرها من السور و بالتفصيل و كلنا نعلم أن أمر الطلاق استخلف الله الرجل فيه و ذلك لأسباب ترجع لخلقته في تغليب العقل و إحكام السيطرة في الأزمات نتيجة قلة العواطف و لأسباب القوامة و الإنفاق و طالبه بقواعد و قوانين اتجاه زوجته مما يكفل لها خروجاً آمناً من الزواج و حياة كريمة لها و لأبنائها بعد الطلاق.
لكن للأسف فإن كثير من الرجال خرج عن سياق الشرع فلا يلتزم بما فوضه الله فيه و هو الطلاق، ما وجدناه و شاهدناه في الواقع أن لديهم أسباب شخصية من مكسب و خسارة مادية و اجتماعية و ما إلى ذلك، فلم يُصبح الأمر تسريح بإحسان بل اتباع لهوى النفس و ظروف الحياة القاسية التي هي اختبارنا الاساسي على الأرض، فتصبح الرخصة التي منحها الله للرجل أداة جبر و فرض سيطرة!!!!
تُجبر بها الزوجة للبقاء، و عليه كان المخرج الثاني و هو الخُلع أحد المخارج الآمنة للمرأة التي تتنازل فيه المرأة عن حقوقها مقابل الخروج من هذا الزواج، و هو هو الله بذاته من شرع الزواج شرع الطلاق شرع الخُلع.
ليست دعوة للطلاق و لا تسهيلاً له بل إن الإصلاح شرعيتي و عقيدتي و المبدأ الأساسي الذي أعمل به ، و الحمدلله لي مع الإصلاح الأسري قصص عديدة ناجحة بفضل الله لكني أيضاً شاهد عيان على معاناة الكثير من الزوجات اللاتي يتعرضن لضغوط قاسية من الاهل و المعارف و كل من هب و دب للرضوخ و الإبقاء على الزواج من أجل العيال،
طب و اللي بتربي العيال أخبارها إيه!؟!؟
و الشعارات و المبررات الضاغطة المدينة في حد ذاتها و التي تتجلى فيها قلة الإيمان بالله و سوء الأدب في إعاقة قوانينه، الست تتحمل و الست تعشش و كل البيوت دي مفتوحة بالستات و أحنا استحملنا أشمعنا أنت.... إلخ، واقع مشوه يُعسر و يُعقد ما أحله الله !!!!
فأين نحن من وصية رسول الله و هو على فراش الموت قال استوصوا بالنساء خيراً، لم يقول اضغطوهم و اهدروا حقوقهن.
مستحيل أن يُشرع الله قانون يضر به كبير أو صغير رجل أو امرأة بل إن الضغط الذي تتعرض له الأنثى للإبقاء على عدو لها في بعض الزيجات هو ما لا يرضاه الله .
الطلاق لا يضر الأطفال بل سوء أخلاق من يريد التخلي و اتخاذهم كروت للضغط بهم على الطرف الأخر هو الذي يضر الطفل لكن أبداً لا توصف قوانين الله بالضرر للأطفال و المعايرة للمرأة بأنها مطلقة هذا سوء أدب مع الله و كأننا نفهم ما يضر خلقه أكثر منه
و لا ننسى أننا مخيرون في كل أمور دنيانا نحن مخيرون فالزواج اختيار و أيضا الطلاق اختيار.
الأمر كله في تحمل تبعات القرار إما أن نتبع تعليماته من أخلاق الفضل و المعروف و إما الاختيار سيكون دنيوي كأي اختيار يُسيء استخدامه بني آدم.
ماذا قال الله عن ما بعد الطلاق في قرآنه ( وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِّن سَعَتِهِ) ، (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ) ، كريم هو الله كما يغني ويمدد بالأرزاق لمن أراد الزواج لا يتخلى بأرزاقه إن تفرقا.
هذه آيات ذكرت في وضعية الطلاق يريد بها أن يُطمئن الزوجين أنه لن يتخلى في حالة الطلاق لأن الله يعلم ألاعيب الشيطان و التشويه الذي سيخوف به الناس لإعاقة قانون الله.
يريد الله أن يُطمئن الأنثى التي تُكبل بالأبناء و تربيتهم و يطمئن الرجل بأنه سيرزقه من حيث لا يحتسب أنت فقط اتبع شرعه. فاتقوا الله في النساء و لا تجرموا ما أحله الله لها، اتقوا الله فستحاسبوا على التعسير في أمرِِ يسره الله و نظم اجراءاته، اتقوا الله و اتبعوا شرعه و لا تتبعوا الشيطان.
اتقوا الله فالوضع في كثير من الأحيان قد يؤدي إلى الانهيار و الإهانة و المرض و العجز!!! أمور لا تستطيع الإنسان عبادة الله و هو يعاني منها، تربية الأطفال تحتاج إل طاقات و صبر و بيئة صحية كي تُخرج أجيال سليمة لا مشوهة.
اتقوا الله و اتركوا الناس تقرر مصائرها و تختار قرارتها فلديهم عقول و صحائف أعمال و سيحاسبوا فرادى على قراراتهم. اتقوا الله لأنك بممارسة الضغط للإبقاء على الزواج قد يتحول الأمر لذنوب و سيئات و أحياناً كبائر لا طاقة للإنسان بها فهل أنت مستعد للمحاسبة على هذه الخطايا؟؟؟
الأطفال أمر تربيتهم على الأم و الإعالة المادية على الأب ، و الله لا ينسى عبيده في الفراق بالعكس سينظر لهم نظرته للمستضعفين فاتقوا الله و اصلحوا قدر استطاعة الطرفين فإن فشل الإصلاح فلا تكلفوا الأنفس فوق طاقاتها.