عمق الوجع

يكون عمق الوجع حين يتكرر سيناريو الخزي على يد من استقر في عمق قلبك و كنت أنت على هامش سيرته عابر سبيل.

أمنية الهوارى

10/26/20241 دقيقة قراءة

و إن عمق الوجع يكون ...

حين يأتيك ممن تقاسم معك رحلة آلامك و كان شاهد العيان الأول في قضيتك ...

من استنكر خذلانهم و بكى لبكائك و أنصت حين صم العالم أذنيه عنك...

يكون عمق الوجع ...

حين تجده ممن شهد معك رحلة التخلي و الفقد و الخسران و هم بالرحيل حين كان الألم ينخر ظهرك .

لا يكون عمق الوجع ممن تقاسم معك الطعام و المال و العمل و غرفة النوم و دولاب ملابسك و السهر حتى الفجر و الصلاة جماعة....

فهذا المعتاد في قصص الخذلان ...

لكن عمق الوجع يأتي حين يكون ممن حضر انهزامك و انكسارك على يد من هم من دمك ، و تعجب لفعلهم و أدان و شجب خزيهم و انسحابهم حينما كنت أنت جندي وحيد في أرض كل معاركك!!!

يكون عمق الوجع حين يتكرر سيناريو الخزي على يد من استقر في عمق قلبك و كنت أنت على هامش سيرته عابر سبيل.

يكون عمق الوجع ...

حين يفارقون دون سابق إنذار!!!

حين يبيت الغدر في حضن الصداقة ...

حين يكون تغفيلك سهلاً يسيراً عليهم ، لتفوق على فصل درامي جديد في حياتك أتاك من حيث لا تظن فيهم السوء من حيث لا تتوقع انسحابهم و لا خذلانهم و من تثق في أرصدتك عندهم من ظننت أنهم الباقون دائماً !!!!

يكون عمق الوجع ...

حين يأتيك ممن ينكرونك و كنت أنت الوحيد الذي اعترفت بهم و انتصرت لهم و كنت في ظهرهم سداً منيعاً لا يخشون هبات الحياة لأنك حاضر لم تغب ...

محب لم تتغير ، صديق وقت الضيق

وفي لكل عهودهم و باقٍ على العشرة مهما ابتعدوا أو غابوا أو انشغلوا....

يعودون ليجدوك كما أنت حاضر بكل الحب متسامح مع كل إخفاقهم.

هكذا يكون عمق الوجع ....

حين تنفذ أرصدتهم عندك فلا تبالي لشأنهم لتُدرك مؤخراً أن بقاءهم عدم و غيابهم مكسب.