معتقدات خاطئة عن الزواج

أمنية الهوارى

11/9/20231 دقيقة قراءة

معتقدات خاطئة عن الزواج

معتقد خاطىء (١)

دي هتاخد أحسن الرجالة ... هيتجوز ست البنات ...

مبدئياً كدا بنقول بسم الله هنتجوز و احنا متعاليين على بعض و كل حد فينا متكبر بشوية حاجات، و هو الزواج أصلاً قائم على الانسجام و التودد و المشاركة و المتعة

اللي ولا حاجة فيهم هينفع تتعمل و أنا متكبر على الطرف الآخر، بالعكس طالما فيه نظرة تعالي يبقى انعكاسها أنت أقل و طالما أقل اديني اكتر لاني احسن منك!!!

فبالله عليكم كيف تُقام الأسرة من خلال هذه النظرة!!! نظرتك في إبنك أو بنتك دي نظرة أمومة مفرطة لا ترى عيب في خلفتها و الأمر هنا معقد نفسياً حبتين.

معتقد خاطىء (٢)

إن الزواج هيعيد تأهيل أو تربية الراجل أو البنت !!!

الزواج حياة و ليس مدرسة للتأهيل و للتربية ،

الزواج حياة تقوم بطرفين قادرين على تحمل المسؤوليات باختلاف أنواعها، حياة تْقام على معرفة كل طرف بمسؤولياته التي تحقق مبدأ المشاركة.

لكن فكرة إنه يتجوز و الزوجة تلم وراه و تلمه هو شخصياََ🤔 أو إن بكرة يبقى لها راجل يديها على دماغها😏 علشان تتعلم الأدب ،

دي معتقدات معيقة للزواج. و بتكون سبب جوهري لفشل الزواج ، لأنها أفكار مضادة لقوانين الله في الزواج القائم على الشراكة في المسؤولية و الاستمتاع سوياََ .

فإذا إبنك أو بنتك غير مؤهل أو مؤهلة للزواج الأفضل نعالج هذا الأمر مسبقاً قبل تزويجهم لأن كفاية انهيارات أسرية و طلاقات و ما خفي كان أعظم

معتقد خاطىء (٣)

أجوز إبني أو بنتي علشان اشوف أحفادي قبل ما أموت!!!! و بناءاً عليه أحياناً كثيرة يكون الزوج أو الزوجة غير راغبين في الزواج أصلاً لكن أحدهم قرر أن يبر ماما و يسمع

كلامها و ينفذه ... فندخل الجواز في صورة مهمة رسمية أسمها الإنجاب، فإذا تحقق الإنجاب فقد الطرفين رغبتهم في استمرار الزواج خلاص ما الهدف اتحقق و ياريت هدفهم!!!!

إلا ده هدف الماما 🤐

معتقد خاطىء(٤)

معتقد خاطئ لدى الرجال

أتجوز واحدة علشان تخدمني !!!!

أيها الشاب الجميل المقبل على الزواج ...

الزوجة شريكة حياة لها أدوار متعدد تحت بند الشراكة في تأسيس أسرة و ليس دورها قاصراً على خدمة حضرتك ، نصحح المعتقد بأنك تفهم كما تقوم أنت على شؤونها خارج المنزل فهي تقوم على شؤونك بداخله، و بهذا نحقق فكرة الشراكة الزواجية.

معتقد خاطىء(٥)

أتجوز علشان أهرب من بيت أهلي ...

فكرة منتشرة بين الفتيات و خاصة في بعض البيئات المتشددة فكرياً في تربية البنات حيث يْصبح البيت بالنسبة للفتاة سجن تُحرم فيه من أبسط الإحتياجات

و أحياناً تتزوج الفتاة هروباً من مشاكل الآباء أو ضيق حال الأسرة .

أي كان السبب فهي تجد في الزواج باب شرعي للهروب من وضعها الحالي ، و هذا في حد ذاته معتقد يتسبب في فشل الحياة لأن الهروب تحقق بمجرد خروجها من منزل أهلها ثم تُصدم بواقع يطالبها بقائمة مسؤوليات و أعباء تجاه الزوج ثم المنزل و من هنا تبدأ فقرة المشاكل !!

معتقد خاطىء(٦)

بيت العيلة

خلونا نبدأ من قبل بيت العيلة بشوية،

واحد من أهم مباديء الزواج هو الاستقلالية للذكر و الأنثى و شعورهم بالحرية و الخصوصية في تأسيس بيت و أسرة بالشكل الذي يناسبهم و ضمن إطار الشريعة.

فمن أكثر الأفكار الصادمة لهذا الإستقلال هو الزواج في بيت العيلة الذي يُملي شروط على أحد الطرفين أو كلاهما ترتقي هذه الشروط أحياناً للتسلط و التعسف في سير الحياة و تُحدد و تُقنن رغباتهما و يتم التدخل في أبسط الحاجات المعيشية للأزواج

و الهم الأكبر حين تُطالب الزوجة بخدمة الأهل يومياً كواجب أساسي لا غنى عنه كما هو متعارف في بعض المجتمعات أن زوجة الإبن تخدم منزل الأب و الام و كل الوافدين عليه من الشرق و الغرب

فتنعدم خصوصية الزواج و يُهدر وقت الزوجة و أحياناً صحتها على هذه الخدمة المكثفة و التي تعتبر حق مكتسب لأسرة الزوج لأن جوزناكي إبننا !!!

حتى تربية الأطفال لا تنجوا من التدخلات السافرة التي تتسبب في سوء التربية في كثير من الأحيان

حقيقي كم المشاكل و الأذى الوارد من الزواج في بيوت العيلة يطول الشرح و التفصيل فيه ، لكنه أذى بكل معنى الكلمة و من الأسباب القوية لفشل الزواج و خاصة أنه أحياناً كثيرة يكون سبب في تباعد الزوجين و عدم قدرتهم على التواصل بالشكل الذي يجعلهم يتفاهموا سوياً

معتقد خاطىء ( ٧ )

هبدأ كلامي المرة دي بحديث أشرف الخلق عليه أفضل الصلاة و التسليم ثم بعرض قولين لسيدنا أبوبكر و عُمر بن الخطاب في الزواج

الحديث : "ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف "

قول أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- قال: أطيعوا الله فيما أمركم به من النكاح، يُنجز لكم ما وعدكم به من الغنى، قال تعالى: (إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله)

قول عُمر ابن الخطاب "عجبي ممن لا يطلب الغنى في النكاح، وقد قال الله تعالى: (إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله)"

فمن أكثر الأخطاء الشائعة بين الرجال و أسرهم سعي الرجل جاهداً أن يتزوج الموظفة أو من لديها مال كي تُعينه في تكاليف الزواج و مصاريف الحياة الزوجية فيما بعد حتى و إن اشتدت الظروف الاقتصادية و تكاليف الحياة .

فالزواج أساسه نية و بدايته نية فلتنتبه جيداً لنواياك لأن على قدر نواياك سترزق، و فطرة الله في الرجل أن يعول و لا يُعال إلا إذا تعرض لقدر ما اضطره لغير ذلك فهذا استثناء.

فإن كانت نيتك أن تتقاسم معك الزوجة نفقات الزواج و لوازم الأسرة فيما بعد فقد تنازلت عن نصف قوامتك للأسف

طب الحل إيه في ظل الغلاء و الظروف الصعبة ؟

الحل ... أن تُحرر نيتك من الإعتماد و الإتكال على ما تقدمه الزوجة و أسرتها و تطلق بدلاً منها نية الغنى بفضل الله لأنك تطلب العفاف و هو الزواج ، و خليك عارف أن كدا كدا في بعض المجتمعات الشرقية تعتبر مشاركة أهل الزوجة عرف و مبدأ مُطبق و بشدة فستحصل المشاركة منهم لكنك لا تعتمد عليها بداخلك .

أنت تعتمد على فضل الله و سيأتيك من فضله سواء بالعرف و التقاليد أو بفتح أبواب أخرى لا تعلمها لأن على نياتكم سترزقون فلا تُجهد نفسك و تضعه شرطاً و معياراً لتفضيل عروسة على أخرى.

و لتعلم أنه كلما صرفت الأنثى عليك و على حياتك كلما خسرت أنت كثيراً من رجولتك في نظرها و كلما تعالت هي في نظر نفسها و رأت أن من صميم حقوقها ما لم يكن حقاً لها و كان حقاً لك أنت فلا تبدأ حياتك أيها الشاب الجميل بمعتقد خاطىء كهذا ثم تستعجب من فشل الزواج.

معتقد خاطىء (٨)

و الرسالة هذه المرة لأسرة الزوجة ...

زواج إبنتكم ليس مدعاة للتباهي و التفاخر بجهاز العروسين الأمر الذي يجعل من الزواج مبارزة و منافسة بين الجبهتين و مين فينا هيجبب الأغلى و الأكثر و نفضل نجيب في عفش و جهاز مبالغ فيه سعراً و عدداً تحت شعار ندخل بقيمتنا!!!!!

مين قال إن قيمة بنتنا تترجم لعفش و أجهزة كهربائية و مشتريات الزواج، هو الغرض إقامة حياة فالحياة داخل البيوت تحتاج للوازم فلأنهم هيبنوا حياة فإحنا بنجيب احتياحاتهم اللي تقوم الحياة ، مش بنجيب الجهاز للتفاخر و لا بنجيبه علشان يعيشوا عليه و بيه العمر كله

و لا بنجيبه علشان البنت تدخل بقيمتها ، يعني اذا العفش قيمتها يبقى أخلاقها و دينها إيه ؟؟!!

في الحقيقة قيمة كلا من الزوجين في قدرتهما على إنجاح الزواج و تخطي العثرات و تربية أجيال صالحة و سوية،

التباهي و التفاخر بالجهاز و الأفراح لا يجلب الفرح و لا هو سبب للنجاح بل يجلب الحقد و الحسد و بعدين نقول دول اتحسدوا يا عيني !!!!!!!!

النقطة التانية المبالغة في تجهيز بنتكم قد يتسبب بإحساس الزوج بالعجز أو النقص لأن أي أمر محمود يُبالغ فيه يتسبب في إضعاف و إحراج الطرف الآخر ، و فعلياً بعض أهالي البنات يتعمدن وضع الزوج في هذا المقام كنوع من التحجيم و التقنين للزوج.

كلها في الآخر أمور شيطانية يبغي بها التفريق و لو بعد حين فهو يعلم أنه كلما اخترق البشر قوانين السماء كلما تخبطوا و فشلوا و أُهدرت مساعيهم هباء.

معتقد خاطىء (٩)

الزواج من أجل اللحاق بقطر الزواج

و كم دهس هذا القطر الوهمي قصص زواج أقيمت من أجل أن تتزوج الفتاة كي تلحق بمن تزوجن من أقاربها و معارفها لأن عدم زواجها يعني انها معيوبة و ناقصة!!!!!

هو مبدئياً لا يوجد إنسان ذكر أو أنثى كامل فكلنا ناقصون ، و الزواج لا يُكمل هذا النقص ولا يجعلك كاملة أيتها الشابة الجميلة ، ما يجبر نقصك الإنساني هو علمك، نجاحك و أدوار أخرى ستجدي أن الأقدار تدفعك لها،

فالزواج ليس فرضاً على الجميع لكنه أمر يحدث للبعض دون البعض الأخر.

فلا تتزوجي من أجل أن تحصلي عل لقب زوجة و فقط لأن الزواج حياة مليئة بالأحداث و المسؤوليات التي يجب أن تكوني أهل لها.

معتقد خاطئ (١٠)

ظل راجل و لا ظل حيطة

ألخص هذا المعتقد في قصة حقيقية عشتها مع أحد الصديقات المقربات جداً، حين تقدم لها أحد الرجال و كانت لديها الكثير من الملاحظات عليه و على تصرفاته الغامضة و التي تثير استيائها كخطيبة ،

و لأني أرهقت من نصحها و النقاش معاها تكراراً و مراراً فجأة سألتها...

( طيب و هتجوزيه ليه لما هو فيه كل العبر ديه؟)

فآتاني الرد صادماً ( ضل راجل و لا ضل حيطة) !!!!

فتاة جميلة متعلمة تعمل في كبرى الشركات و خضنا معارك كثيرة في الحياة و سافرنا و روحنا و جينا اسمع منها هذا المثل العتيق الذي لا أعلم أي أحمق أطلقه.

الطريف أن بعد ثلاث سنوات من زواجها و في نفس المطعم الذي صرحت لي بمبدأها الصادم ، التقينا كي ننقاش قرار طلاقها الذي تم من أيام!!!!

فقط تغيرت الطاولة و صديقتي من يومها لم تعد هي ذات الصديقة التي أعرفها منذ ١٥ عاماً و يزيد ، تغيرت و تغير كل ما بها ، زادتها الجراح وزناً و كآبة و هي التي لم تفارق الإبتسامة وجهها حتى في أصعب المواقف

سمعتها باهتمام محب و قلب حزين و لم أستطيع حزم لساني الفالت ،

فسألتها : هل وجدتي الظل التي بحثتي عنه فيه ؟؟؟ أم انه و الظل سواء.؟!؟!؟!

ضحكت باكية و هي تنظر للطاولة الأخرى التي صرحت عليها بهذا المبدأ التعيس ، و اجابتني لم أجد غير القهر و الغباء.

فيا أختي و صديقتي و يا كل فتاة و امرأة لا تتزوجن من أشباه الرجال لا تتزوجن لكي تعيشن في الظل .

خُلقتي لتعيشى في النور و ليس في الظل، فإن تزوجتي لتعيشي في الظل فستبقي وحيدة طيلة عمرك مع ذاك الظل أو ستخرجي للنور مليئة بالجراح

و كوني على يقين بأن الحماية و السند ليست بالظلال و إنما بالله سبحانه و تعالى هو السند و ماعداه مجرد أسباب يحركها هو..

الأهل، الزوج، الاولاد، المال، الوظيفة ....إلخ كلها مجرد أسباب للدعم و المساندة لكن السند الحقيقي هو الله.