يا دوري الحلو الذي لم أختاره

أدركت أن الحب رزق الله الخفي الذي تتغير بعده مسارات الحياة

أمنية الهوارى

11/17/20231 دقيقة قراءة

يا دوري الحلو الذي لم أختاره ....

بعض أدوارنا لا نختارها ، و كمعظم نجاحاتي في الحياة تلك التي يسوقها الله لي لأجدني ألعبها دون تدخل و لا قرار مني، فمعظم انتصاراتي في العمل وفي حياتي بشكل عام كانت من صنع الله و لطفه الخفي بي حتى أنه حين يهزمني الخوف أحياناً كإنسانة أقول لنفسي ....
( طب هو ربنا قصر معاكي في حاجة)
فأحببت كل ما يأتيني غفلة بتدبيره، فشكراً لربنا الجميل الذي حظيت بعنايته الإلهية التي أعتبر نفسي لا أستحقها في كثير من الأحيان لكني أحترم إرادة الله فيني فاتبع إشارته فوراً بما دبره لي و خططه .

المهم إن من أمتع الأدوار التي من الله عليا بها و التي أدعوه كثيراً أن أبلي بلاء حسناً فيها هو أن أكون عمة لهذا الشبر و النص الذي بعثر خارطة عواطفي منذ أن حملته في المهد صبياً ناعم الملمس لا يعلم من يحمله في هذا العالم أمه أم حضن آخر .
و مازال يبعثرني في كل مرة يحكي لي حكاياته الصغيرة ليقنعني بوجهة نظره العميقة التي يتحدث عنها بكل ثقة و كأني أنا البلهاء و هو معلمي... نعم أعترف أني البلهاء في حرم طفولتك العذبة الشيقة.

هو بالفعل علمني أشياء لا يعلم عنها شيئاً لكني أدركت أن بعثرته لعواطفي و اشتياقي لكل تفاصيله العفوية و تلك السعادة التي ينثرها حولي ما هي إلا مزيداً من فوضى المشاعر بداخلي و تعديل بقوة ناعمة لكل قرارتي الخفية و تغيير لمسارات حياتي، فأصبحت أفكر بلا حرية لأجدني أحياناً أقول (طب و يونس)
لست أمه لكني أحب أن يقرأ حروفي حين يشب أن له عمة أحبته كثيراً و أنه كان سبب في تغيير الكثير فيني دون أن يعلم، أود أن تعلم أيها ال يونس الجميل أني حرصت منذ لحظاتي الأولى معك أن أوثقك في كل أعمالي ، و أن يعلم العالم أجمعه أنك جزء أساسي بكياني .

أود أن تعلم أيها ال يونس الصغير حين تكبر و تنضج أن لك عمة أحبتك كثيراً بعد كفرها بكل الحب لكنك غيرت خارطة الحب بعمرها و لقنتها درساً عظيماً في الحب، فأعظم الحب هو ذلك الحب الذي يقذفه الله في قلوبنا بغير استدعاء أو توقع و لا انتظار أعظم الحب ذلك الذي يتسلل لحياتك فيغير كل الخرائط و يلغي كثيراً من القرارات البائسة.

أدركت أن الحب رزق الله الخفي الذي تتغير بعده مسارات الحياة.

و أن كثيراً من الأنس و بعض من السعادة تكون في حكاياتك الصغيرة التي لا يُفهم سياقها في كثيراً من الأحيان لكنها تنعش قلبي و تجدد فيني الحياة.

و أخيراً أعلم حين تقرأ سطوري يوماً ما أني أحبك أد البحر و سماكاته.
و شكراً أنك كنت بيوم ما في أكتوبر المجيد 15/10/2017 أحد انتصاراتي على الحياة بأن أكون عمة لطفل مميز و رجل صالح بإذن الله.

يونس الهوارى