فوضى الضلال
تحري الحقيقة دائماً مهما كلفتك، لأن تغييك للحقائق كما شرحت لك هو بداية تضليلك لنفسك
أمنية الهوارى
11/20/20241 دقيقة قراءة
فوضى الضلال ...
من جلساتي
سألتها : يا عزيزتي ألا تلاحظين أن الحقائق لديك دائماً منسية أو غائبة؟؟
بعيد كان الزمن أو قصير فأنا أكتشف دائماً معكي أن للحقيقة وجه حقيقي غير الذي تدلين به أو تحكين عنه !!!!
و على حد السواء أن كانت الحقيقة تحمل خطأ منك أو فعل خاطىء في حقك ففي كلتا الحالتين تسقط منك الحقيقة في زخم انفعالاتك و أحداث الحياة ، لألتقطها أو اكتشفها في حوار آخر بعيد عن الرواية الأولى !!!!!
هل لاحظتي هذا الأمر على نفسك من قبل؟؟؟
قالت : لا لم ألاحظه غير مؤخراً
قاطعتها : يبدو لي أن الأمر ظهر حين تحملتي مسؤولياتك كاملة . صح؟
قالت : بصراحة حضرتك اللي لفتي نظري في المواضيع كذا و كذا و كانت صح فعلاً
بس ليه يا دكتور بيحصل مني كدا ؟
أنا مش كدابة والله أنا فعلاً المواضيع بتقع من عقلي خالص ، بفتكرها لما حضرتك بتتحاوري معايا أو لما تفضلي تسأليني عن حليت الأمر إزاي ؟
أنا نفسي بكتشف الحقيقة أثناء حواري معاكي.
عند حضرتك إجابة؟
قلت : لأسباب عديدة
١- لم تتربي على تحمل المسؤوليات ، كانوا يحملون عنك المسؤوليات بكل الطرق الممكنة و الغير ممكنة
٢- و عليه أصبح عقلك لا يرى الأشياء المهمة ، و في ظل اهتمامك كشخصية بالترفيه و المتع، دفع عقلك بأن يهتم بكل ما يعود على ذاتك بالراحة بالبهجة و الاستمتاع
٣- تدار الأمور عندك بكثير من العواطف فالعقل عندك في المصيف طول السنة واخد أجازة 😄 ، طاقته كانت منحصرة في المذاكرة و الحفظ و غالباً الحقيقة الوحيدة التي ارتقت للإدراك عند عقلك هي إجابات الامتحانات.
٤- و ذلك افقدك الخبرة في العلاقات و التعاملات، فأصبح يركز فقط في أخذ المتعة من كل علاقة فإن حصلتي عليها فهي علاقة آمنة لكِ و إن لم تحصلي على منافع هذه العلاقة أو كُلفتي من خلالها بما لا تتحمله طاقتك أصبحت علاقة غير مريحة
٥- و طبعاً كل ما سبق يجعلك غير بصيرة بأخطائك بالقدر الكافي أو بمعنى أدق تبصري أخطاء الآخرين أكثر من نفسك، فيصعب عليك التقاط أخطائك دون أن ينبهك إليها الآخر
عارفة الذي يشفع لك في كل هذه المتاهة هو طيب نواياك و عدم تخطيطك أو ترصدك لفعل الخطأ و أنك تتحري الصدق و تتحري إصلاح أمورك،
و دا شيء جميل و له قيمة كبير و أكيد نواياكي الحسنة هي التي دفعت بك لطريق الإصلاح و التزكية
عارفة لولا طيب هذه النوايا و مصداقية تزكيتك لنفسك لكنتِ واجهتك بخصلة كالكذب أو البهتان.
لكن عليك أن تنتبهي جيداً من الأن و صاعداً للحقائق مهما كان الأمر مهم أو غير مهم مشكلة أو أمر مسالم
تحري الحقيقة دائماً مهما كلفتك، لأن تغييك للحقائق كما شرحت لك هو بداية تضليلك لنفسك.
هكذا يبدأ الشيطان لعبته الخسيسة معكِ، ينسيكِ الأمور المهمة ينسيكِ الحقائق البسيطة ليصل بك عبر الزمن لإخفاء الحقائق الكبيرة، ينسيكِ فضل الأشخاص، و هكذا يظل ينسيكِِ الحق و الصح لتجدي نفسك مرة واحدة في عالم فوضى الضلال
و المفجع أن تتفاعلي مع الضلال و أنه حقك الذي سلب و أن الآخرون متأمرون سيئون كما حدث في جلسة اليوم
👈 الحل في ...
قليل من العاطفة و كثير من استخدام العقل.
اسألي نفسك كيف يرى الله هذا الفعل ؟
هل في قانون رباني ينظم هذه العملية؟
راجعي الموقف من أوله لآخره في يوم آخر غير الذي حدث فيه الموقف، أحياناً الوقت يعطي العقل مساحة أوسع و أوضح لإدراك الخطأ و خاصة بعد ما طرحتي عليه هذه الأسئلة.
و أخيراً اسمعي لصوت نفسك اللوامة دون معاذير و مبررات.
و في كل الأحوال أنا معك دائماً لاستبيان الحقيقة إن صعب عليكِ الأمر.