قسم إبليس بعزة الله
فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ
أمنية الهوارى
2/6/20241 دقيقة قراءة
قسم إبليس بعزة الله
من المدهش و اللافت للنظر تبجح إبليس في خطابه مع الله في سورة ص قال
( فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ)
يعترف بقدر الله لذلك يُقسم بكل ثقة بعزة الله،
اعتراف صريح بعظمة و عزة هذا الرب يُقسم بقوة سلطانه، يعني بلغة بني البشر حالياً "حلف بالغالي" الذي لا تشكيك فيه، زي كدا ما تحلف بأمك أو ابنك، قسم يعكس درجة إدراك إبليس بعزة الله.
و رغم ذلك لم يمنعه من التبجح و التعدي على الله و اعتراضه الشديد على خلق الله لآدم ، فأنت أردت خلقهم و أكرمتهم و رفعت من قدر هذه المخلوقات ، إذاً أنا سأغويهم أي سأخزيك فيهم سأجلعهم بما اكرمتهم به يعصوك سأثبت لك أنهم لا يستحقوا التمييز و لا التكريم و هم أشر مخلوقاتك ، فأنا اقسم بأني سأغويهم!!!
و على نهج إبليس يفعل الكثير من البشر في حياتنا مثل فعله يتبجحوا و يقسموا لك بمعزتك و غلاوتك و العيش و الملح كي يثبتوا لك مدى صدقهم و اصرارهم لا يريدون بذلك القسم الا أن تصدقهم فقط ، و ستكون النتيجة دائماً من هذا المشهد هي إغوائك عن فعل يُرضي الله ، ركز أنت بس في اللي بيحلف لك و اللي بيحلف عليه ، و ستجد إغواء عن عبادة الله، أو عن الابتعاد عن طريق الله
قسم ابليس يعكس ثقة عظيمة في قدرته على الإغواء لكن الجميل و المطمئن جداً لنا أنه اتبع هذا القسم بجملة يظهر فيها حسن الختام إذا حسن اختيارك فقال ( إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ المخلصين) ، استثناء قصري و حصري أن الإغواء لن يطول من أخلص في عبادة الله .
فبداية الحوار قسم بالغواية و نهايته نجاة بإخلاص العبادة.
آيتين يلخصوا حياة ابن آدم غواية أم عبادة،
فما هي درجة إخلاصك في عبادة الله ؟
سؤال يجب أن نراجع به عباداتنا لله من وقت لآخر،
سؤال نطرحه على أنفسنا كي ننتبه لإدارة حياتنا هل يديرها إبليس أم يُديرها إخلاص عبادتك لله.