سر الحياة

وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي

أمنية الهوارى

10/26/20231 دقيقة قراءة

سر الحياة

تدهشني كثيراً الحشرات حين يطاردها الإنسان للتخلص منها بأنها تفر بل و تبدع في الفرار من الموت و كأنها تعلم ما هو الموت و كأنها سُتحرم من أمر مهم!!!،

حتى فهمت أن هناك معنى عظيم اسمه "سر الحياة" و الذي تتميز به كل الكائنات الحية ، و الذي يعكس حب الحياة و البقاء حي و الاستمرارية التي تعطي الكائن الحي الإحساس بالعيش و التميز عن الجماد حتى أن الحيوانات تتصارع مع بعضها أحياناََ من أجل حب البقاء حياً

سر الحياة ملمح أو صفة تتصف بها كائنات كثيرة غير الحيوانات و النباتات، فمثلاً الحيوانات المنوية و البويضة بهما سر الحياة، الخلايا التي يتكون منها جسم الإنسان بها سر الحياة ، الماء به سر من أسرار الحياة،" و جعلنا من الماء كل شيء حي" و هكذا يعمل الكون بأكمله تحت هذا القانون سر الحياة

أما الإنسان فسر الحياة عنده أمر مختلف تماماََ ، فالإنسان هو المخلوق الوحيد الذي حين وهبه الله سر الحياة ميزه عن باقي المخلوقات فنفخ فيه من روحه فأصبح عنده من أسرار الحياة ما لا يُعد ولا يحصى ميزه الله بتلك النفخة العظيمة التي تحمل من الأسرار ما لا نستطيع كبشر حصرها أو فهمها ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) سورة الإسراء ٨٥

و ساد الإنسان الأرض و استخلفه الله فيها و أصبحت الكائنات التي تنعم بسر الحياة مسخرة و في خدمة الإنسان صاحب الرمزية الأكبر للحياة و صاحب السر الأعظم للحياة على الأرض فأصبح الإنسان كائن حي بالغ الأهمية و التميز بفعل هذه النفخة العظيمة، الروح.

فالسؤال هل يُدرك الإنسان قيمة هذه الروح و قيمة ما بها من أسرار؟ هل استطاع الإنسان استثمار هذه الروح و استخراج مكنوناتها العظيمة؟ هل كرم الإنسان روحه كما كرمه الله بها ؟

هل يحافظ كلاً منا على روحه من الضرر و المرض؟؟

أسئلة كثيرة لابد لك أيها الإنسان أن تسألها لنفسك و تحاول أن تجد لها الإجابة حول الكنز الأكبر لك في الحياة، الكنز الذي سيبقى معك و تنتقل به لدارك الأخرة.