تحيا مصر
فمصر كوطن و كتاريخ لا علاقة لها بمن يحكمها و لا بمن يعيش على أرضها
أمنية الهوارى
11/20/20241 دقيقة قراءة
#تحيا_مصر
لما سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام عُذب في مكة على أيدي أهلها و اضطر للخروج منها قال
( مَا أَطْيَبَكِ مِنْ بَلَدٍ وأَحبَّكِ إلَيَّ، وَلَوْلَا أَنَّ قَوْمِي أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا سَكَنْتُ غَيْرَكِ.)
لم يكرهها لأنه تعذب و عانى فيها، لم ينقم عليها كأرض و كبلده و موطنه الأصلي.
فحب الوطن لا علاقة له بمن يحكم الوطن أو أهل هذا الوطن.
الوطن أرض الله التي جعل لك فيها ميلاد و منشأ و أعراق.
سيدنا إبراهيم دعا لمكة و من آمن من أهلها و بنى فيها بيت الله الحرام.
لكن من ذكر مصر باستحسان في قرآنه هو الله فقال
( ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ ) سورة الحجر ٤٨
( اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ) سورة البقرة ٦١
فهذا وصف الله لمصر التي تجلى على جزء منها حين أراد نبيه موسى أن يرى الله.
فمصر كوطن و كتاريخ لا علاقة لها بمن يحكمها و لا بمن يعيش على أرضها.
لو لم تكن مصر درة فريدة و أرض مميزة لما كانت مطمع أولاد العم و لما حوربت من الداخل و من الخارج.
و لما كان صمودها أو فنائها رمانة ميزان للوطن العربي كله.
المتأمرون عادة أن أرادوا إفساد شيئاً فهو بالأصل صالح و طيب.
لست سياسية و لا أفهم فيها لكني أتحدث عن مصر كما وجدتها في كتاب الله ، أتحدث ببساطة مفرداتي و بدائية معلوماتي عن وطن عظيم كمصر.
فأنا أيضاً لست خبيرة استراتيجية و لا مؤرخة لكني أجزم أن لي قلباً يرى نور الله في الأشياء.
فإن كانت مكة أحب بقاع الأرض لرسولنا الكريم لأنها موطنه فالأصلح لنا أن نحب وطنا تيمناً برسولنا و أن نفرق بين تحديات الوطن حتى و إن كانت من فعل حكامه أو فشل منظوماته و بين الوطن كأرض نحيا عليها.
و كما كانت باقية بفعل الله على مر القرون و شاهد على أحداث رسالته فستظل بإرادة الله و حكمته باقية صامدة رغم كل محاولات الإطاحة بها أو تشويهها، فهي باقية لأنها ذكر الله في قرآنه و حكمته في أرضه.