تزكية النفس
لكن صوت ما بداخلي ظل يعلوا بأن التغيير و الإصلاح مازال ينقصهم شيء
أمنية الهوارى
5/28/20251 دقيقة قراءة
#تزكية_النفس
قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا
هل ستدهش حين تعلم أن ١٣ سنة من عمر رسالة سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة و السلام قضاها فقط في تزكية الصحابة كي يستطيعوا تنفيذ أوامر الله و نشر الرسالة ؟
أم سترى أن الأمر يخص الانتقال من الكفر للإيمان و أن الأمر استثنائي؟
من يعرفني يعرف أن شغفي الدائم هو التغيير حتى أن كلمة تغيير مؤخراً لم تعد كافية لوصف رؤيتي في التغيير
فانتقلت لفكر الإصلاح و راق لي حين وجدته حال الأنبياء مع أقوامهم و أنه لم تخلوا رسالة سماوية من فكرة الإصلاح.
لكن صوت ما بداخلي ظل يعلوا بأن التغيير و الإصلاح مازال ينقصهم شيء.
و بحكم عملي مع أنماط مختلفة من الشخصيات أدركت أن التغيير يناسب بعضهم، و الإصلاح يحتاجه البعض الأخر كعملية أوسع من التغيير لانه يتطرق إلى الجماعات.
و أن التغيير قد ينتكس أحياناً و الإصلاح قد يتعطل لأسباب مختلفة أهمها أن النفس غير مهيأة للحفاظ على التغيير و للمثابرة وراء الإصلاح حتى الثبات.
نسأل الله الثبات على كل ما يرضيه عنا
و إذ يفتح الله علي بكلمة السر و الحل الأنسب و هو "تزكية النفس".
( تزكية النفس) التي أقسم بها الله تعالى
(وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا)
و حفزنا و شجعنا على تزكية نفوسنا بقوله
( قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا ) و وعدنا بالفلاح .
الفلاح في اللغة هو حدوث الخير و البقاء فيه .
و بالمعنى الأدق فالفلاح لا يصاب بفشل أو سقوط كما في النجاح قد تتقلب بين النجاح و الفشل ، لذا كان الفلاح هو الوصف الأدق و الأسمى لوصف تزكية النفس به
لأن الفلاح سيصيبك في الدنيا و يمتد معك للأخرة.
هنا اطمئن قلبي و أدركت أهمية ال 13 سنة التي قضاها سيدنا محمد عليه افضل الصلاة و السلام مع الصحابة ليزكي نفوسهم لأن تزكية النفس هي التي ستحفظ التغيير و تصلح المجتمعات.
فما الفرق بين التغيير و الإصلاح و التزكية ؟
التغيير ... يحدث على مستوى السلوك يعني العمل
و يعتمد على الشخص نفسه الذي يكون هو بداية التغيير و كنتيجة لهذا التغيير السلوكي يصبح الأخرون إنعكاسه فتظهر ردود أفعالهم كنتيجة للتغيير
غير أنه قد يكون بذلك قدوة في بعض الأحيان
و التغيير يختلف من شخص لأخر بناء على ما يحتاج للتعديل و التغيير في شخص دون الأخر.
الإصلاح ... هو فكر ممنهج قائم على مفاهيم و قيم فكرية تصلح و تتماشى مع اختلاف البشر
لذا فهي تعمم و تبث في الجماعات للتعايش بها و عليها يقوم المجتمع لذا فإن فكر الإصلاح يحتاج لأصحاب الوعي الأعلى و ذوي التاثير الايجابي في الأخرين.
و يتحمل هؤلاء عبء العمليات الإصلاحية و تطويرها و عليه فإن الإصلاح قائم على فكر يُحرك و يوجه سلوك الجماعات.
أما التزكية ... فتحدث على مستوى النفس البشرية التي يراعى فيها حال القلب و الجوارح وسمات الشخصية التي خلق الإنسان بها.
التزكية تشتغل على فجور النفس و تهذيب النفس الأمارة بالسوء و تطويعها و إحكام السيطرة على القرين، حتى ينمو مقدار التقوى فتصبح تقوى النفس هي التي تتحكم في معتقدات العقل و أفكاره و التي بناء عليها يصدر سلوك الإنسان.
التزكية في احياناً كثيرة تضطر الإنسان لهدم معتقداته و إعادة بناءها على أسس سليمة أهمها مرجعيات المرء الدينية و الأخلاقية.
تزكية النفس تحتاج الشجاعة ، الإعتراف بالحقائق و كشف ظلمات النفس و ما دسه الإنسان و اخفاه و أنكره و هو يتقلب بين تجاربه .
تزكية النفس تطهير لأثار الماضي و تعافي من ظلم النفس . تزكية النفس تدريب على ترك الشهوات و بوصلة تتعرف بها على أهواء نفسك و تضليل الشيطان لك.
تزكية نفسك سر قوة شخصيتك لأنها تحررك من مخاوفك و ضعفك و مداخل الشيطان.
تزكية نفسك تنقلك من حال الذنوب إلى حال تقوى القلوب و سلامتها و هو غاية ما نبتغيه