وجه مبهج للألم

وجه مبهج للألم ...😊

بعض الآلام نذهب إليها طواعية و باختيار فرح لا يُبالي بما سنتحمله من ألم.

نتشكى الألم و فعله فينا، نرفضه و نبغضه لأنه يُبكينا تارة و يُصرخنا بالآهات تارة أخرى ، نعيب عليه فعله فينا.

و حين علمتنا الآيام فضل الألم علينا ، و أدركنا أن بعض العلم يخرج من رحم الألم و أن جزء فينا ينضج بالألم حينها وصفنا الألم بالمُعلم ، لكننا لم نعد نقف للمعلم و نُبجله تبجيلاً فأصبحنا نحتاط للألم و نخطط كيف نتحاشاه حتى و لم يزورنا سابقاً.

إلا أن الإحتياط منه واجب فصرنا نهرب منه هروب الفريسة من الصياد.

لكنني أتيت اليوم أصالحكم على الألم و أخبركم بأننا نذهب لبعض الألام باختيارنا و فرحين بل و أحياناً نتحملها شهوراً .

فكم من والدة امتزجت صرخات آلامها بحب و حنين و شوق لرؤية طفلها، ألم مصحوب بخليط من كل مشاعر الفرح و المتعة.

اسمع أحدهم يقول أمر ضروري للتناسل و التكاثر.

فماذا عن آلام و إرهاق بناء العضلات أيها الشاب حين تدمن احساسك بالألم في هدمها ثم إعادة بنائها حد أن هذا الألم يُشعرك بالرضا عن مجهودك و تدلل به لنفسك أن خطتك في مسارها الصحيح.

و بعض المتع الإنسانية الغريزية لا يستشعرها الإنسان إلا و هي مصحوبة بشيء من الألم.

و ماذا عن مغامر يحب السفر و يختار المبيت في العراء و الغابات و يعرض نفسه للمخاطر و الآلام ليستمتع و يشعر بمتع الطبيعة.

المال و هو زينة الحياة الدنيا نحصده أحياناً بكثير من الجهد أو تحمل الفراق عن الأحبة لكننا نستمتع بامتلاك المال و صرفه أيضاً ، فهي متع تأتي بالألم.

الطعام في صورته البسيطة يحقق لنا المتعة و نستمتع به فنشتهيه و نأكل من أصناف نحبها كثيراً متخيلين أن ذلك سيُحقق لنا المتعة فنحصد سوء الهضم و التخمة و نحن في طريقنا للمتعة.

فلا تشوهوا الألم فهو عنصر محايد في معادلة الحياة يستطيع أن يتلون بما تحتاجه أنت أيها الإنسان و لا يأتيك مفروضا عليك أو فجأة بل تسعى له أنت في كثير من الأحيان يعلمك الحكمة و منه خرجت للنور أبحاث الطب و الأدوية و في حروفه سر إلهي يجعلني احترم الألم و أبجله و أدرك أن به من الأسرار ما نجهلها فكم من سورة في القرآن بدأت بحروفه و مرتبة أ ل م.