ومتعوهن على الموسع قدره
خلق الله المرأة بعواطف و مشاعر تحتاج من وقت لأخر للتمتع بنعم الحياة التي تضيف لجمالها و زينتها
أمنية الهوارى
1/14/20251 دقيقة قراءة
وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ - سورة البقرة (٢٦٣)
تدهشني عناية الله بالمرأة في دقة الاختيار لكلمة (متعوهن) في إشارة للاهتمام بالمتعة التي تحبها المرأة و تحتاج للصرف عليها و اقتناءها.
لم يقول الله مثلا انفقوا ، أو تكفلوا او اصرفوا و ما شابه ذلك بل كان الوصف أدق و أشمل و يتسق جدا مع فطرة المرأة و حبها للتمتع و الدلال.
المدهش أكثر أن الله لم يستثي المقتر أو ضعيف الحال من الأمر بل ألزمه حين قال و على المقتر قدره في إشارة لمدى أهمية الأمر، فمن المنطقي أن يُعذر المقتر إلا أن الله كلفه ليعلم أهمية الأمر.
فلماذا اعتنى الله بامتاع الرجل للمرأة و السياق هنا مادي لأنه استخدم السعة و الإقتار ؟
خلق الله المرأة بعواطف و مشاعر تحتاج من وقت لأخر للتمتع بنعم الحياة التي تضيف لجمالها و زينتها و تغذي الأنثى التي بداخلها بأنها جميلة و مدللة و رغباتها مجابة ممن هو شريك حياتها،
فتطمئن و تهدأ باحساسها بأنها مسؤولة من شريكها حد المتع و ليس فقط الاساسيات و الله بذلك يُدعم قوامة الرجل و يشد عليه بأن يصل انفاقه عليها حد التمتع بمظاهر الحياة حتى و إن كان مقتر ضعيف المادة فليمتعها قدر استطاعته.
الله يعلم أهمية هذه المشاعر للأنثى و يعلم أيضاً وقع تمتع الرجل بها كزوجة عليها، فأراد أن يقدرها بشكل يفهمه الرجل و ينعكس عليه بالذكورة و الرجولة التي تجعله سيد الحياة و القيم بها و عليها، و الله بذلك حافظ للرجل على تقدير زوجته له حيث فطرة الأنثى التي تحب من يشبع احتياجاتها و العكس صحيح يسقط من نظرها كل رجل يبخل عليها و يتنصل من مسؤوليته عنها.
آية في منتهى الأهمية لتنظيم و تأسيس الحياة بين الأزواج و إعطاء كل ذي حق حقه كي تستقيم الحياة بناء على فطرة و حقوق و واجبات كل منهما، و تظهر الآية عناية الله و تكريمه للمرأة حد تفصيلة كالمتعة.
فهذه الآية تعتبر رسالة لكل زوج يجب عليه الانتباه لها و العمل بها إن أراد استقرار حياته و ثواب الله دنيا و آخرة.